أغلب المدارس إن لم يكن جميعها تلحق بها مقاصف مدرسية تقوم على توفير بعض المأكولات والمشروبات التي قد يحتاجها الطالب اوالمدرس خلال تواجدهما في المدرسة.
ورغم الحاجة الماسة لوجود مثل هذه المقاصف الا انني لا اعتقد انها تخدم طلاب المدرسة بشكل صحيح وذلك لعدة اسباب من اهمها: ان ماتقدمه هذه المقاصف المدرسية هي اشياء غير مفيدة ولاصحية لطفل يفترض ان يحتاج الى مايمده بالطاقة والقوة الكاملة،أو وجبة غذائية مفيدة عالية المستوى من العناية.
فالوجبات السريعة والحلويات والمشروبات المصبّرة ماهي الا أشياء تسمن ولكن لاتغني من جوع.
فمتى ماكانت هناك وجبات غذائية بإشراف متخصصين عن التغذية لتحديد مكونات هذه الوجبات وتأمينها لكل طالب محتاج لها فإن هذا يبعد الطفل ولايعرضه لشيئين مهمين وهما:
إجبار الطفل لشراء أي شيء مما يقدمه المقصف مرغماً بسبب محدودية المبلغ الذي يحمله مقابل تفاوت المصروف المدرسي.
والنطقة الاخرى هي: أن اي طفل تسنح له فرصة الاختيار بين عدة اشياء فإنه في اغلب الاحيان يكون اختياره للاشياء غير الصحيحة والتي غالباً مايكون نتيجة مفعولها وقتياً.
فيكون اختياره إما (بطاطس او حلويات.. مثلاً).. وخطأ الاختيار هذا عائد إلى الاعتماد والاتكالية وعدم التثقيف عند الاطفال في مايفترض ان يختاروا او يأكلوا اثناء الوجبات الرئيسية في المنزل.
اما النقطة الاخيرة والتي تعود على الطفل بشيء غير جيد هي الزحمة التي تخلفها المقاصف والشجارات التي تحصل عندها.
اما من الناحية الاقتصادية فشراء الطفل اليومي يعوده على سهولة الإنفاق خاصة اذا كان من الاطفال الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على تلك المقاصف.
وإذا كانت المقاصف المدرسية تعرض أطفالنا لبعض الجوانب السلبية وفي نفس الوقت لاغنى عنها في احد اركان المدرسة لماذا لاتكون هناك دراسة فعلية يقوم بها المختصون لتقييمها من عدة جوانب، خاصة وان موقعها في دار تربية وتعليم يفرض ان تكون في صميم التعليم اليومي، فالتعليم لايكون فقط من الكتب بقدر ماهو بكل مايحيط بالطفل.
اما اذا تعذر ذلك فان الحل الآخر هو تبني المدرسة تقديم وجبات غذائية مقابل مبلغ او اشتراك سنوي يقدمه الاهل كما هي الحال للزي المدرسي في بعض المدارس الاهلية.
فما تعب من تبنى مقولة "الجسم السليم في العقل السليم"
برنامج الاشتراطات الصحية للمقاصف الدراسية
تعريف البرنامج
برنامج وقائي يقوم على اعتبار أن المقصف المدرسي مكان لتقديم التغذية والتوعية في آن واحد وإبعاد مفهوم الربح الآني للمقصف باعتبار أن صحة الطالب وتغذيته هي استثمار لمستقبل حياته ولائحة الاشتراطات الصحية التي ترمي إلى الحفاظ على صحة الطلاب وسلامتهم وزيادة درجة وعيهم الغذائي ، وتتحمل الأسرة التربوية مهمة الإشراف اليومي والمباشر على المقصف ، ويأتي دور الصحة المدرسية بالقيام بزيارة لعينات من المقاصف وتقديم التوجيهات الصحية والغذائية اللازمة .
أهداف البرنامج
إعطاء صحة الطلاب ووعيهم وسلوكهم الغذائي الاهتمام والأولية ، وتذليل العقبات في هذا الصدد ليتكامل الدوران التعليمي والصحي في المجتمع المدرسي .
مبررات البرنامج
تعتبر التغذية جزءاً أساسياً في صحة الطلاب ، وإن كثيراً من المشكلات الصحية ترتبط بما يتناوله الإنسان من المأكولات والمشروبات ، كما تؤثر التغذية في نمو الطالب وقدرته على الاستيعاب والتحصيل العلمي .
وتعد السن المدرسية مرحلة عمرية مهمة في حياة الإنسان ففيها يبني جسمه ويتشكل سلوكه الغذائي وهذا يؤثر إيجابا أو سلبا على بقية حياته ، والمقاصف المدرسية لها دور مهم في تغذية الطالب الذي يقضي حوالي ست ساعات يومياً في المدرسة ولمدة أثنا عشر عاما فقد أثبتت نتائج البحوث والدراسات التربوية المتخصصة بأن ثمة علاقة وطيدة بين صحة الطلاب ومستوياتهم الدراسية وأوضاعهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي ، ويحضر معظم الطلاب إلى المدرسة دون تناول وجبة الإفطار في المنزل وهي أهم الوجبات الغذائية ومن هنا فإن المقصف المدرسي ضرورة لا مناص منها لتقديم وجبة الإفطار للطلاب الصحية المتوازنة التي يحتاجها الطلاب في هذه المرحلة البنائية من عمر الإنسان وتولي وزارة المعارف جل عنايتها لصحة الطلاب وسلامتهم ويشترك في المهمة الرئيسية أعضاء المنظومة التربوية كافة ، ويأتي دور مدير المدرسة في مقدمة تلك الجهود ، وتحمل المسؤولية كاملة تجاه صحة أبنائنا الطلاب في تنفيذ تلك الاشتراطات .
أساسيات البرنامج
• تعليمات عامة : خاصة بتجهيزات المقصف ، وتشغيل المقصف ، والأغذية الممنوعة في المقاصف .
• تقسيم المقاصف إلى ثلاث فئات .
• شروط المأكولات والمشروبات المقدمة لكل فئة ، وكذلك الشروط الصحية للعاملين في المقاصف .
• المراقبة الصحية للمقاصف على أربعة مستويات ( المدرسة ، إدارة التعليم ، الوحدات الصحية ، الإشراف التربوي ).
الاستمارات والتقارير
• تقرير عن المقصف من قبل مدير المدرسة .
صحة الغذاء
تشمل التدابير الصحية الخاصة بالطعام في المدرسة مراقبة المقصف المدرسي من حيث البنية والمحتوى ومراقبة صحة العاملين في تحضير الطعام وتداوله. كما تشمل مراقبة ما يتاح للطلاب من أطعمة داخل المدرسة أو خارجها من قبل باعة جوالين وغيرهم.
ويمكن تحديد مواصفات المقصف المدرسي بحسب ما إذا كانت تحضر فيه وجبات أم لا. وفي حالة التحضير فينبغي أن يخضع لنظام رقابة محدد مثل ما يحدث في شروط تحضير الأغذية في المطاعم. كما يخضع ما يباع فيه إلى شروط توفر التغذية المطلوب وبما يحمي الطلاب من مشكلات سوء التغذية ومن اكتساب سلوكيات غذائية سلبية.
ومن باب الاهتمام بهذا الجانب تقدم كثير من دول العالم دعماً للوجبة المدرسية، وبالذات إذا كان نظام المدرسة يستلزم قضاء فترة الغداء في المدرسة. كما ينبغي أن يقلل العبء المادي على المقصف المدرسي في تحمل مصروفات بعض الخدمات ضمن ميزانية المدرسة، بالدرجة التي لا تخل بجودة الأغذية المقدمة.
ويسود في بعض الأوساط التربوية أن على المقصف أن يقدم وجبة غذائية متكاملة، وهذا يتنافى مع أسس التغذية كما قدمنا الحديث في أهمية وجبة الإفطار في الفصل الثالث. ففي ظل أنظمة التعليم التي ينتهي فيها اليوم الدراسي بعد منتصف النهار، ويعود الطلاب إلى البيت لتناول الغداء، ينبغي أن ينظر إلى المقصف على أنه مكان لتقديم وجبة خفيفة، تأتي بعد مرور ثلاث أو أربع ساعات من الإفطار. كما ينبغي أن يرسخ في ذهن أولياء الأمور والتربويين أهمية تناول الإفطار في البيت في الصباح الباكر
م ن ق و ل
الموضوع انشاء الله يعجبكم